ماهو التخاطر .. 10خطوات مهمة للتخاطر مع الأخرين بنجاح

الثقة بالنفس هي المفتاح الأساسي لنمو شخصية الطفل بشكل صحي، فهي تمنحه القدرة على مواجهة التحديات والتكيف مع المواقف المختلفة بثبات وإيجابية، تمامًا كما يشعر الكبار بالخوف والقلق تجاه ما يحدث لهم، فإن الأطفال أيضًا يمرون بهذه المشاعر، وقد يكون للخوف دور إيجابي في حمايتهم من المخاطر، ومع ذلك، عندما يتجاوز هذا الخوف الحد الطبيعي، فإنه قد يصبح عائقًا يمنع الطفل من الاستمتاع بحياته واستكشاف قدراته، وهنا تأتي أهمية بناء الثقة بالنفس، حيث تساعد الطفل على الشعور بالأمان الداخلي، وتعزز من قدرته على التعامل مع المواقف المختلفة بثقة واستقلالية، في هذا المقال سوف نتعرف علي 8 خطوات اساسية لتعزيز الثقة بالنفس لدي طفلك.

تعريف بناء الثقة بالنفس عند الأطفال

هي عملية تعزيز شعور الطفل بقيمته وقدراته، مما يجعله يؤمن بنفسه ويثق في قدرته على التعامل مع التحديات والمواقف المختلفة في الحياة، تعتمد هذه العملية على توفير بيئة داعمة تحفزه على التعلم والاستقلالية واتخاذ القرارات، إلى جانب تشجيعه على المحاولة والتجربة دون الخوف من الفشل.
عندما يكتسب الطفل الثقة بنفسه، يصبح أكثر جرأة في استكشاف العالم من حوله، وأكثر قدرة على التعبير عن أفكاره ومشاعره، كما يتعلم كيفية حل المشكلات والتكيف مع المواقف المختلفة. يتأثر بناء الثقة بالنفس بعدة عوامل، منها أسلوب التربية، والدعم العاطفي، والتجارب الشخصية، والنجاحات الصغيرة التي يحققها الطفل في حياته اليومية.
الثقة بالنفس تتعلق بموقف الفرد تجاه مهاراته وقدراته. تعني قبول الشخص لذاته وثقته بقدراته، مع شعوره بالسيطرة على حياته. بالنسبة للأطفال، تنبع الثقة من معرفتهم بأنهم محبوبون وينتمون إلى عائلة ومجتمع يقدّرهم، بالإضافة إلى تشجيعهم على تجربة أشياء جديدة واكتشاف ما يجيدونه، مع الإشادة بالأنشطة التي تهمهم،أن هناك علاقة إيجابية بين مستوى الثقة بالنفس وقدرة الأطفال على اتخاذ القرارات.

 فكلما زادت ثقة الطفل بنفسه، كان أكثر قدرة على اتخاذ قرارات سليمة في مواقف مختلفة. الثقة بالنفس هي رأينا وحكمنا علي أنفسنا الإحساس الإيجابي تجاه النفس ويعتبر من أعظم الهدايا التي من الممكن إهدائها لأطفالكم ،عندما يكون شعور الطفل حول نفسه جيدا يكون مفتاح نجاحه ،تتأثر الثقة بالنفس بعدة عوامل، مثل أسلوب التربية: الحب غير المشروط والدعم المستمر يلعبان دورًا كبيرًا في تعزيز ثقة الطفل بنفسه،الدعم العاطفي: إحساس الطفل بأنه محبوب ومقبول يرفع من شعوره بالأمان والثقة،التجارب الشخصية: النجاحات الصغيرة التي يحققها الطفل تزيد من ثقته في قدراته ،التشجيع والتحفيز: الإشادة بجهود الطفل وتقدير محاولاته يساعد في بناء ثقته بنفس.

أهمية الثقة بالنفس :

الثقة بالنفس ليست مجرد إحساس جيد، بل هي عامل أساسي في نمو الطفل النفسي والاجتماعي. عندما يكون لدى الطفل ثقة بنفسه، فإن ذلك يساعده على:

• أن يكسب الطفل شعورا جيد عن نفسه.
• تبني لديه حب الذات.
• تساعده علي اكتساب مهارات اجتماعية أفضل.
• تساعده علي احترام ذاته واحترام الاخرين.
• يشعر بأنه ذو قيمة ومقبول من الاخرين يكون قادر علي مواجهة التحديات المختلفة. 

صفات الأطفال ذوي الثقة المتدنية بالنفس

بالمقابل، الأطفال الذين يعانون من انخفاض الثقة بالنفس قد يواجهون مشكلات مثل:

• الشعور بعدم معرفة أنفسهم أو قيمتهم
• الاعتقاد بأن الآخرين لن يتقبلوهم
• السماح للآخرين بمعاملتهم بشكل غير لائق وصعوبة الدفاع عن أنفسهم
• تجنب التحديات والاستسلام بسهولة
• انتقاد أنفسهم بشكل مفرط والشعور بعدم الكفاءة
• التركيز على الفشل أكثر من النجاح الشك في قدراتهم على إنجاز المهام

8 خطوات لتعزيز ثقة الطفل بنفسه:

• تقبلوا أطفالكم كما هم:

لا يوجد أبوين مثاليين، وكذلك لا يوجد طفل مثالي. من المهم أن يشعر الطفل بأن حب والديه له غير مشروط ولا يعتمد على إنجازاته أو سلوكه الجيد فقط. كما يجب منحه الفرصة للتعبير عن مشاعره وأفكاره بحرية دون مقاطعته أو التقليل من شأنه، دعم الطفل في تجاوز الصعوبات دون لوم أو مقارنة بالآخرين يساعد في بناء ثقته بنفسه.

• اقضوا وقتًا مفيدًا مع أطفالكم :

الوقت الذي تقضيه مع طفلك هو استثمار في شخصيته ومستقبله، الاهتمام الفردي يعزز من شعوره بالأمان والحب، مما يدعم بناء ثقته بنفسه، شجع طفلك على تجربة أشياء جديدة، وكن حاضرًا لدعمه عند الحاجة.

• كونوا قدوة حسنة لهم: 

الأطفال يتعلمون من خلال الملاحظة والتقليد وليس من خلال التوجيه، لذا احرصوا على التصرف بثقة وإيجابية أمامهم. تجنبوا النقد الذاتي أمام الطفل، وأظهروا لهم كيفية التعامل مع التحديات بثبات. إذا رأى الطفل والديه يتصرفون بإيجابية ويتعاملون مع المشكلات بروح التحدي، فسوف يكتسب هذه العادات بشكل طبيعي استخدموا كلمات تعزز الثقة بالنفس مثل "أنا قادر على حل هذا الأمر" أو "يمكنني المحاولة مجددًا"، فهذا يرسخ لديهم مفاهيم إيجابية حول أنفسهم، احرصوا أيضًا على أن يكون أسلوب تواصلكم مع الآخرين مليئًا بالثقة والاحترام، فالأطفال يراقبون تصرفاتكم أكثر مما يسمعون نصائحكم كنوا قدوة في مواجهة المخاوف والمواقف الصعبة، وأظهروا لهم أن الفشل مجرد خطوة نحو النجاح وليس نهاية الطريق.

• لا تقارنوا طفلكم بالآخرين:

كل طفل لديه قدراته الخاصة التي تميزه عن غيره، ومقارنته بأشقائه أو بأقرانه قد تضر بثقته بنفسه بدلاً من تحفيزه. على سبيل المثال، عندما تقول لطفلك: "أختك تجيد الرسم أكثر منك" أو "ابن عمك يحقق درجات أعلى منك"، فقد يشعر بالإحباط ويبدأ في الشك في قدراته بدلاً من أن يسعى للتطور،بدلاً من المقارنة، ركّزوا على تقدير مجهود الطفل وإبراز نقاط قوته. إذا كان طفلك ضعيفًا في مادة معينة لكنه يبذل جهدًا كبيرًا فيها، يمكنكم قول: "أحب الطريقة التي تحاول بها فهم المسائل الرياضية، أنا فخور بك لأنك لا تستسلم بسهولة!" فهذه العبارات تعزز ثقته بنفسه وتشجعه على المثابرة،كما يمكن استخدام التشجيع الفردي مثل: "لاحظت أنك أصبحت أسرع في القراءة، هذا تطور رائع!" أو "أحببت كيف قمت بترتيب ألعابك بنفسك، هذا يدل على أنك مسؤول!" فمثل هذه العبارات تجعل الطفل يشعر بأن جهوده مقدّرة، دون الحاجة لمقارنته بالآخرين.

• امنحوا الطفل مسؤوليات تناسب عمره:

تكليف الطفل بمهام منزلية صغيرة مثل ترتيب غرفته أو سقي النباتات يعزز شعوره بالكفاءة والإنجاز. يمكنكم أيضاً إعطاؤه مسؤوليات مثل تنظيم ألعابه، تحضير مائدة الطعام، أو مساعدة أحد أفراد العائلة في أعمال بسيطة، عندما يقوم الطفل بمهمة ويشعر بالتقدير على جهوده، فإنه يكتسب شعورًا بالإنجاز والفخر، استخدموا عبارات تشجيعية مثل "رائع! لقد أتممت المهمة بنجاح" أو "أنت تساعد العائلة، هذا أمر رائع!"، فالأطفال يحبون الشعور بأنهم ذو قيمة ولهم دور مهم في الأسرة.

• لا تفعلوا كل شيء نيابة عن الطفل:

امنحوا الطفل الفرصة للقيام بمهامه بنفسه، فكلما نجح في إنجاز مهام جديدة زادت ثقته بنفسه، علموه أن الفشل جزء من الحياة وأنه لا يوجد أحد كامل. شجعوه على تقبل الإخفاقات والتعلم منها.

• امنحوا الطفل خيارات:

السماح للطفل باتخاذ قرارات بسيطة مثل اختيار ملابسه أو نوع الوجبة يعزز شعوره بالاستقلالية والثقة بنفسه. تعلم اتخاذ القرارات في سن مبكرة يجعله أكثر استعدادًا لاتخاذ قرارات أكبر في المستقبل.

• تواصلوا مع الطفل باحترام:

احترام الطفل يعلمه احترام الآخرين. تجنبوا السخرية أو التقليل من مشاعره، وعند الغضب خذوا استراحة قصيرة قبل التحدث إليه لتجنب قول أشياء قد تندمون عليها لاحقًا.