مفهوم الطفل الداخلي :
أنه الجانب الطفولي من الشخصية، والذي يحمل جميع الخبرات والتجارب التي نمر بها في مرحلة الطفولة وحتى مرحلة البلوغ متأثراً بعملية الكبت التي نحاول من خلالها الانتقال إلى نظرة البالغين، وإقناع الأهل والمحيطين أيضاً أننا غادرنا الطفولة، من خلال كبت الرغبات والسمات الطفولية التي كان من المفروض ان تأخذ مجراها الطبيعي من دون الانتقال المفاجئ من الطفولة الى البلوغ بالرغم ان مفهوم الطفل الداخلي العمر الزمني مازال طفلا. أي ان الوعي يخضع جبرا الى الانتقال تاركا فجوة او حلقة خاوية لم يتم ملئها بالمشاعر الصحيحة في العمر الزمني الصحيح، وبهذا تبقى هذه الحلقة تائهة تبحث عن اندماجها والتحاقها بموقعها الصحيح ضمن سلسلة الزمن واذا لم يحدث ذلك ينتج عن هذا التيهان او الكبت اضراب في النفس مخلفا الكثير من الحالات النفسية التي تؤثر علي الحالة الصحية والاجتماعية والعاطفيةهو مفهوم نفسي يشير إلى الجوانب العاطفية والنفسية التي نشأت في مرحلة الطفولة وتظل قائمة داخل الشخص طوال حياته. يمكن أن يرمز الطفل الداخلي إلى الجزء العفوي، البريء، والفضولي من شخصيتنا، وكذلك إلى الجروح العاطفية والتجارب الصعبة التي لم تُعالج في تلك الفترة.
في كل شخص منا يوجد طفل يحتاج التعامل معه بين الحين والآخر ولكن ما يعتبر حالة مرضية هو عندما يكون الطفل مسجون في مستوى عميق من النفس وان الشخص نفسه لا يعلم أن طفله مسجون او ينكر وجوده اصلا وهذه تعتبر مشكلة تؤدي الى مشاكل اخرى. إذا ما نحتاجه في البداية هو معرفة هل في احدى طبقات النفس يوجد طفلا مسجون هناك تم نسيانه في داخلنا؟
اعراض تدل علي جرح الطفل الداخلي
- تشعر أنك مظلوم من البيئة او المجتمع الذي تعيش فيه.
- تشعر بالخوف اتجاه التحدث امام الناس بطلاقة
- تشعر انك بحاجة دائمة إلي الاهتمام من الاخرين
- تخاف ان تتحدث امام والديك بكل ما يجول بخاطرك
- تشعر أن هناك شيء ليس بخير داخلك دائما
- تشعر بالقلق والخوف من الأشياء الجديدة
- تشعر أنك تابع للآخرين وشعورك منخفض بالهوية
- تجد صعوبة في التخلي عن الأشياء أو الانسحاب من العلاقات المزعجة
- تشعر أنك لست قادراً على تحقيق سعادة الشريك العاطفي
- تنتقد نفسك باستمرار وتشعر أنك لا تبذل ما يكفي من الجهد
- تجد صعوبة ببدء أو إنهاء الأشياء
- تعاني من فقدان السيطرة على أعصابك أحياناً حتى وإن كنت خجولاً بالتعبير عن غضبك عادة
- لديك أزمة ثقة بالآخرين، وبذاتك
- لا تستطيع أن تقول «لا» بسهولة
أسباب جرح الطفل الداخلي
- التفكك الأسري وعدم توافق الآراء بين الام والاب ويكون هذا واضحا بالنقاشات امام الطفل وخاصة إذا رافق النقاش الصراخ والالفاظ الحادة
- التنمر من قبل الاخرين وأحيانا يكون من الاباء أنفسهم وهنا يتم خلق عدم الثقة في الطفل وعدم التقبل لنفسه
- وضع الطفل في مقارنات مع الآخرين لهذا ينشا معتمدا على قياس حياته وفق حياة الآخرين ولن يرضى عما يقدم او ما يفعل ويتمنى ان يكون مثل فلان وفلان او حتى يتمنى الحصول ما لدى الآخرين وحرمانهم من حقهم
- التمييز العنصري وهذا منتشر بكثرة في مجتمعاتنا العربية حيث تتشبع الانثى بفكرة بانها ليست مثل الذكر والذكر أفضل منها مكانة واخلاق وسلطة، وهذه الافكار والبرمجيات تخلف اناث ضعيفة مضطهدة عرضة لجميع انواع الظلم والكارثة الأكبر انها ترى نفسها انها اقل شأناً وليس لديها الحق بالمطالبة بحقوقها او يكون لها دور فعال حقيقي.
- عندما يكبر الطفل ويجد نفسه انه يتم استغلاله من قبل الآخرين او لا يستطيع ان يقول لا ، لا استطيع، لا يمكنني، هذا يعني ان في مرحلة مبكرة من عمره ارتبط قبول والديه له وحبهم له بتنفيذ الأوامر وقول كلمة نعم ومثال علي ذلك لن احبك اذا لم تنظف غرفتك،لن احبك اذا تكلمت كثيرا،انتي لست ابنتي اذا لم تساعديني في تنظيف المنزل ...... الخ
- وهذا يعني ان الطفل غير موجود وغير مهم اذا لم يطع اويقول نعم مرحبا بك في خانة الشخصيات الضعيفة والضحية والمضطهدة.
8 خطوات تساعد علي شفاء الطفل الداخلي
اي شي يتعرض له عقلك وفكرك وجسدك في أي مرحلة من مراحل حياتك، يحفظ كبيانات في الذاكرة بغض النظر عن مكان هذه الذاكر، قد تكون صور ذهنيه في العقل او عاطفة في القلب او تردد في الهالة المحيطة كل هذا له دور اساسي في جذب الاحداث والاشخاص في حياتك، لهذا من اهم الخطوات التي يجب العمل عليها هو معرفة المرحلة العمرية للطفل المسجون - المكان الذي سجن فيه ، طريقة تحريره ، حيث يتم معرفة عمر الطفل هو في أي عمر حصلت اقوى الصدمات والمواقف التي بعدها لم تكون انت كما قبلها. اما المكان فهو نفس الموقف والمكان الفعلي والاشخاص المسببين له. وطريقة التحرر مهمة وقد تحتاج الى استشاري او معالج يساعدك اذا كان نسبة الالم المرافق مع الموقف اكثر من سبعة من عشرة بالاضافة اذا كان هناك تدهور صحي ونفسي مرافق لان كل موقف له طريقة تناسبه من التحرر، ونذكر في هذا المقال اهم الخطوات التي تساعد علي شفاء الطفل الداخلي ومنها:- الاعتراف بوجود وتأثير الطفل الداخلي : الخطوة الأولى في شفاء الطفل الداخلي هي الاعتراف بوجوده وتأثيره على سلوكنا ومشاعرنا، وذلك من خلال فهم ردود افعالنا وردود افعال المحيط اتجاهنا لان فهم الحالة يجعلنا واعين بالسبب وواعين بالتغيير الذي سيحصل لاحقا
- العودة بالذاكرة إلى الطفولة : الهدف من الرحلة إلى الطفولة هو إعادة استكشاف الأشياء التي كانت تمنحك السعادة والطمأنينة عندما كنت طفلاً، وكذلك الأشياء التي كانت تجعلك حزيناً، وإعادة تقييم مرحلة الطفولة، والكشف عن الأمور التي ظلت عالقة بسبب كبت الطفل الداخلي في مرحلة البلوغ.
- تذكر طفلك قبل الموقف واحلامك قبل الصدمة : من أفضل طرق التواصل مع الطفل الداخلي التفكير باكثر الامور التي كنت تحلم بها وبتحقيقها ولم تحصل عليها، أو حتى بما كنت تحصل عليه ولا تريده، وهذه المرحلة ستمهد لك الطريق لإعادة إشباع رغبات الطفل الداخلي بطرق أكثر حكمة وملاءمة.
- امنح نفسك الاشياء التي كنت ترغب الحصول عليها وانت طفل : قد نحرم من اشياء تمنيناها او كانت لدينا وتم اخذها منا رغما عنا، هذه الاشياء قد تكون على مستوى الرغبات المادية أو المعنوية، ومن خطوات شفاء الطفل الذاتي أن نعود إلى هذه الرغبات وتحاول إشباعها.
- فهم سلوك التخريب الذاتي ومراقبته : قد نعاني من بعض السلوكيات التي لا نفهمها لكننا نعلم أنها تدمر علاقتنا وتؤثر علينا سلباً وتولّد مشاعر سلبية لدينا. وجزء من شفاء الطفل الداخلي هو تحديد أنماط التخريب الذاتي - مثل الغضب والانفعال والابتزاز العاطفي والخوف من التجارب الجديدة وغيرها - والتعامل معها عن قرب.
- استشعار مكان الالم : - بعد تخيل الموقف الكلمات الاشخاص او المكان الذي كان كان السبب لسجن طفلك الداخلي) - استشعر الالم، خذ انفاس وتناغم مع جسدك واستشعر أي مكان بالضبط تشعر فيه بالام ؟ هل في راسك قلبك ام في بطنك. - ضع يدك على المكان الذي تتجمع فيه الذاكرة المؤلمة وتاكد ان ما تشعر به حقيقي وتاكد انك قادرا على شفاء ذاتك. حرر الشعور الى راسك ودع راسك يامر يدك بان تطهر المكان من الذاكرة المؤلمة.
- التواصل المباشر مع الطفل الداخلي : قم بالتواصل مع طفلك الداخلي وكأنك تتحدث مع طفل حقيقي، تواصل مع طفلك الداخلي باحترام ومحبة، واكتب حواراً بينك وبين الطفل الداخلي. أخبره ان كل ما مر به هي تجارب وكل الم يعلم درسا وكل درس يمكن ان يجعلك اسوء او افضل فهذا يعتمد على طريقة تفاعلك مع هذه الدروس والتجارب تقبلها وتصالح معها .....
- استشارة تخصصية : اكتشاف الطفل الداخلي ووضع خطة لشفاء الطفل الذي في داخلك يعتبر جزءاً من استراتيجية العلاج النفسي التي يتبعها عدد كبير من الأطباء والمعالجين، لذلك سيكون من الافضل الاستعانة بمتخصص اذا لم تجد الخطوات السابقة نافعة