ماهو قانون الكارما ؟
كلمة "كارما" تعني "فعل" أو "عمل" باللغة السنسكريتية، وهي تشير إلى أن كل فعل يحمل تأثيرًا معينًا. في السياق الروحي، تُفهم الكارما على أنها القوة التي توازن وتحدد تأثير الأفعال على الفرد وعلى العالم من حوله، هي صدي الصوت الذي يرد لك من نفس نوع الطاقة التي أرسلتها ،لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الإتجاه .قانون الكارما يشير إلى تأثير الأفعال والنوايا على حياة الفرد، ويُعتبر أحد المبادئ الأساسية في العديد من الديانات والفلسفات الشرقية ،ان قانون الكارما ليس امرا قدريا بل قانون ذاتي التحديد وذاتي التوجيه ، انه ببساطة انك مسؤول ومحاسب عن افعالك واقوالك ومشاعرك وافكارك ، ﻻ يمكنك ان تلوم اﻻشخاص اﻵخرين عن مشاكلك او اضطراباتك التي تعانيها واذا كنت تعاني الكثير من الحظ السيئ او ظروفك محاصرة ومحدودة ، يجب عليك ان تقوم بافعال جيدة لكي تولد كارما جيدة،حيث القيام باﻻفعال الجيدة تستطيع عكس الوضع السيئ ، وتتغلب على الكارما السلبية العالقة بك ، يصبح الشخص اكثر نقاء ويكتسب قوة داخلية وحكمة
الكارما قانون إلهي يتلخص في أن كل أفعالك وأقوالك مردودة عليك، ومن هنا تستطيع أن تفهم كيف أنك أنت من تخلق واقعك، وأنك الفاعل الوحيد في حياتك وأن أفعالك وأقوالك ونواياك لها التأثير الاكبر والوحيد فيما يقع عليك او لما تتعرض له من احداث "قال الله عز وجل ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)"ومقياس الافعال هنا هو مقياس الذرة ولك أن تتخيل ذلك، ولأجل ذلك يجب أن تكون منتبه ويقظ في كل ما يخرج من فمك أو ما يصدر منك من أفعال،حتى لا تكون كالذين قال الله تعالى في حقهم (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)
قانون الكارما ليس قانوناً بمعنى قانون هو أن كل شيء بداخلك أنت ،وما تصدره ومايدور حولك هو حقلك الطاقي الذي تقع به طبقاً لذبذباتك وطاقتك ولون هالتك المتغيرين دائماً بتغيّر مستوى وعيك ، كل الإختبارات والأحداث التي تتجلى في عالمك مندرجة تحت وجودك في هذا الحقل الطاقي وبالتالي هي كل ماتحتاجه تماماً في كل مرحلة لإجتيازها والإنتقال للمرحلة الأعلى .. إذن هو قانون لصالحك وليس ضدك وبالتالي كلما تناميت وإرتقى وعيك كلما تخطيت العديد من الدروس وخطوط الحياة وإنتقلت إلى الأعلى والأرقى وفي جميع الأحوال والأوقات والمراحل الأمور ستسير لصالحك.
تشير الكارما إلى قانون السبب والنتيجة، حيث تُفهم على أنها النظام الذي يُحدد كيف أن الأفعال، سواء كانت جيدة أو سيئة، تؤدي إلى نتائج تتناسب مع طبيعتها،لكن بينما يعكس السبب والنتيجة البُعد المادي، يضيف قانون الكارما البُعد الأخلاقي والروحي، مشيرًا إلى أن الأفعال تؤثر ليس فقط على الظروف الحالية ولكن أيضًا على الحالة الروحية للأفراد.
يُعتقد أن الكارما تعمل كمبدأ طبيعي للعدالة، الأفعال الجيدة تجلب نتائج إيجابية، بينما الأفعال السيئة تؤدي إلى عواقب سلبية الكارما ليست مجرد عقوبة أو مكافأة، بل هي جزء من دورة تعلم وتطور الشخص، يمكن أن يتجلى تأثير الكارما في هذه الحياة وفي المستقبل.
المباديء التي يقوم عليها قانون الكارما
- أن الكون يحتفظ بكل الأفعال الخاصة بالإنسان، ومن ثم فإنه يقوم بردها له في وقت ما في المستقبل سواء أكان خيراً أم شراً، كما أن هذا الأمر يفسر الكثير من الأمور التي تحدث للإنسان، لذا فإنه على الإنسان أن يفكر من أفعاله الحالية حتى يكون المستقبل كما يريده، فالمستقبل يعتمد على الأفعال الحالية.
- السبب في تعب ومعاناة الإنسان في الحياة هي طريقة تفكيره ومعتقداته، حيث أن هذا يؤثر بشكل كبير على النتائج التي يصل إليها، فإن توقع الأشياء الأفضل والسعي إليها فإنه يحقق النتائج المبهرة التي يريدها والعكس صحيح.
- الأعمال والافعال السابقة الخاصة بالإنسان تحدد جزء كبير من حياته المستقبلية، لذا فإن الأعمال التي يقوم بها في الوقت الحاضر ذات أهمية كبيرة بالنسبة له.
- الإنسان يجب أن يركز على قوته الحاضرة وأن يبذل الكثير من المجهود في الوقت الحاضر، وإذا أراد الإنسان أن يغير من حاضره فإن عليه أن يقوم بذلك بكل عزم من أجل تغييرها للأفضل ومن ثم التخلص من أي شيء يتعلق به.
أسباب الكارما السلبية في حياة الإنسان
- التفكير السلبي: التفكير المستمر بطريقة سلبية أو الشعور بالكراهية، الغيرة، أو الحقد تجاه الآخرين يمكن أن يساهم في توليد طاقة سلبية تؤثر على حياة الإنسان.
- عدم الوفاء بالتزاماتك: الفشل في الوفاء بالوعود أو الالتزامات تجاه الآخرين قد يسبب تداعيات كارمية سلبية.
- التعلق المفرط بالأشياء الدنيوية: التركيز المفرط على الأمور المادية أو الأنانية دون الاعتناء بالجوانب الروحية أو الإنسانية يمكن أن يؤدي إلى كارما سلبية
- التجاهل أو الإهمال: إهمال احتياجات الآخرين أو تجاهل مساعدتهم عندما يكون لديك القدرة على ذلك قد يخلق كارما سلبية، حيث يُعتبر تصرفًا غير أخلاقي.
- إلحاق الأذى بالنفس: عدم الاهتمام بصحتك النفسية أو الجسدية قد يسبب كارما سلبية، حيث يؤثر ذلك على توازنك الداخلي ويؤدي إلى خلق طاقة سلبية.
- عدم التعلم من الأخطاء: إذا كان الشخص يكرر نفس الأخطاء ولا يحاول تغيير سلوكه أو تعلم الدروس من تجاربه السابقة، فإن الكارما السلبية تستمر في التراكم.
- الحكم على الآخرين: الانغماس في الحكم أو النقد المستمر للآخرين قد يؤدي إلى خلق طاقة سلبية في حياة
- تصدير الطاقات والمشاعر السلبية والأفكار للأخرين: مثل مشاعر الكره أو الاحتقارأو الحسد، كل هذا سيرد لك مرة أخرى أيضا، وكل هذا تقوم بإنتاجه بداخلك وليس لغيرك، فجميع المشاعرالتي تكمن بداخلك وتقوم بتصديرها لغيرك تعود لك مرة أخرى، هذا هو قانون الكارما.
قانون الكارما يؤثر بشكل عميق على التطوير الروحي والشخصي من خلال:
- تعزيز الوعي الذاتي من خلال
تحليل النتائج: عندما تتعلم من نتائج أفعالك، يصبح لديك فهم أعمق لطبيعة نفسك وأهدافك، هذا التحليل يعزز من قدرتك على التعلم والنمو الشخصي.
الوعي الروحي: من خلال فهم تأثير أفعالك على حياتك وحياة الآخرين، يمكنك تحقيق تقدم روحي. هذا الوعي يساعد في تعزيز النمو الروحي والاقتراب من القيم الروحية الأساسية
التخلص من التوتر: التعامل مع النتائج السلبية لأفعالك بوعي ونضج يمكن أن يساعدك في تقليل التوتر والقلق الناتج عن الصراعات الداخلية.
تعزيز القيم الإيجابية: السعي لتحقيق أفعال طيبة ونوايا صافية يعزز من تطوير القيم الإيجابية مثل الصدق، والرحمة، والتعاطف، مما يسهم في تحسين شخصيتك وسلوكك
التعامل مع الصراعات: فهم تأثير الكارما على العلاقات يمكن أن يساعد في معالجة الصراعات بطرق بناءة وتطوير مهارات التفاوض وحل المشكلات
- تحقيق التوازن الداخلي
التخلص من التوتر: التعامل مع النتائج السلبية لأفعالك بوعي ونضج يمكن أن يساعدك في تقليل التوتر والقلق الناتج عن الصراعات الداخلية.
- النمو الشخصي
تعزيز القيم الإيجابية: السعي لتحقيق أفعال طيبة ونوايا صافية يعزز من تطوير القيم الإيجابية مثل الصدق، والرحمة، والتعاطف، مما يسهم في تحسين شخصيتك وسلوكك
- تحسين العلاقات
التعامل مع الصراعات: فهم تأثير الكارما على العلاقات يمكن أن يساعد في معالجة الصراعات بطرق بناءة وتطوير مهارات التفاوض وحل المشكلات