هل سمعت أحدا من أصدقاءك أو دوائر علاقاتك القريبة يخبرك أنك "إنسان حساس جدا أو عاطفي بزيادة " ، هل الحديث مع بعض الأشخاص يجعلك تشعر بالإرهاق؟ ، هل لديك إحساس داخلي يكشف لك ما إذا كان الشخص الذي يحدثك يقول الحقيقة أم يكذب عليك؟ إذا كان إجابتك علي هذه الاسئلة "بنعم" فأنت شخص شديد الحساسية والتعاطف، في هذا المقال سوف نتعرف علي الشخصية شديدة الحساسية واهم الصعوبات التي تواجهها ، والخطوات الاساسية لحماية نفسك وطاقتك من استغلال الاخرين.
من هو الشخص شديد الحساسية والتعاطف ؟
المتعاطفون هم أشخاص حساسون للغاية ، لديهم قدرة شديدة علي الإحساس بما يفكر فيه الناس من حولهم ويشعرون به، فهو الشخص الذي يعاني قدرا كبيرا من التعاطف للدرجة التي تجعله يحمل اَلام الأخرين علي عاتقه، مصطلح المتعاطف "كمصطلح روحي " يصف ما يتمتع به الفرد من قدرات نفسية خاصة للإحساس بمشاعر وطاقات الاَخرين.
اختبار يساعدك علي تحديد إذا كنت شخص متعاطف أم لا
هل يتم وصفي بأنني " عاطفي جدا او شديد الحساسية"؟
إذا كان أحد الأصدقاء في حالة حزن ، فهل أشاركه في هذا الشعور أيضا؟
هل الزحام والتجمعات الشديدة تستنزفني عاطفيا واحتاج إلي قضاء بعض الوقت وحيدا لاستعادة طاقتي ؟
هل تتوتر أعصابي بسبب الضوضاء أو الروائح أو الكلام المفرط ؟
هل اتناول الطعام بكثرة للتغلب علي التوتر العاطفي؟
هل لديك صعوبة في وضع الحدود وتجد أنه من المستحيل التوقف عن العطاء ، حتي عندما لا يكون لديك طاقة متبقية ؟
إذا أجبت بنعم علي 1-3 من هذه الاسئله ،فأنت علي قدر قليل من التعاطف ، وإذاكان أكثر من 3 فهذا يدل علي أنك شخص متعاطف.
اهم الصراعات التي يواجهها الحساسون والمتعاطفون يومياً
مجرد التواجد حول شخص في حالة مزاجية سيئة (شخصيا أو عبر الإنترنت) يمكن أن يكون كافيا لامتصاص حالته المزاجية ، بحلول نهاية اليوم ، فقد تكون مشحون بطاقته العاطفية بدون وعي ، وأغلب المتعاطفين لا يدركون ان هذه المشاعر ليست ملكهم .
- يغيرون هويتهم لتلائم الأخرين من حولهم
يغير المتعاطفون احيانا الطريقة التي يقدمون بها انفسهم اعتمادا علي من حولهم ، قد يظهرون أنفسهم علي لأنهم متسامحون ولطيفون مع البعض وقاسين مع أشخاص أخرين ،لذلك لا يتعرف الاخرون علي ذواتهم الحقيقة ويشعرون بالارتباك بشأن هويتهم.
- جذب النرجسسين ومصاصي الطاقة
علي الرغم من ان الحساسين لديهم حدس قوي ولكنهم فريسة لخداع الاشخاص السيئين من طبيعتهم اللطيفة والحنونة، قد لا يسمح المتعاطفون لكثير من الناس بالدخول إلي حياتهم ولكن عندما يفعل ذلك يصبح مرتبطا عاطفيا بعمق.
- تحمل المسئولية عن الاشياء التي لا تخصك
هل تجد نفسك تعتذر عن مشاعر الأخرين أو سلوكياتهم ؟ لا يستطيع المتعاطفون وضع حدود بسهولة ،ولكنهم أيضا يحملون المسئولية عن الاشياء التي لا تخصهم ، فيكون لديهم دائما مشاعر ذنب والتورط العاطفي.
6 نصائح تساعدك علي حماية طاقتك :
لا يجب أن تشعر بالضيق من كونك شخصا متعاطفا ولا يجب أن تدفعك تلك الصعوبات والضغوطات اليومية في السعي نحو تغيير صفاتك المميزة، فقط عليك ان تقوم ببعض الخطوات اللازمة لحماية طاقتك ومشاعرك من الاستنزاف والتلاعب.
تساعد الحدود علي تدفق العلاقات والصداقات بشكل أكثر سلاسة ، وأن وجود حدود صحية أمر مهم بالنسبة لنا جميعا ولكن إذا كنت متعاطفا فقد يكون ذلك مفيد بشكل خاص ، تعلم أن تقول "لا" بدون الشعور بالذنب ، وتعرف يجب الابتعاد عن المواقف المرهقة وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية، اسال نفسك ما الذي تحتاجه لوضع حدود أكثر حزما؟.
تعد العادة اليومية في كتابة المذكرات طريقة رائعة لكيفية التواصل مع نفسك بشكل أعمق ، لان عادة استخدام الورقة والقلم وكتابة افكارك ومشاعرك عادة تجعلك تفهم نفسك بعمق ، فهي طريقة لتحرير المشاعر والافكار وطريقة لإعادة ربطتك بمشاعرك الخاصة ومساعدتك علي التركيز علي ماتشعر به.
- قطع الإمداد عن الاستغلاليين
فكل منا لديه في محيطه اشخاص يمتصون طاقته ، تعرف ذلك عندما تشعر بالإرهاق بعد التحدث معهم مصاصي الطاقة هم ببساطة أي شخص يجعلك تشعر بالاستنزاف بعد التواجد معه ، قد يكون السبب هو أنهم يشعرون بالغيرة منك أو لديهم سمات نرجسية أو يستمتعون باستغلال طيبة المتعاطف التي بداخلك ، لذلك من الحكمة ان تطرد هؤلاء الاشخاص من حياتك ، واذا كانو من افراد عائلتك او زملاءك فعليك أن تتصالح مع نفسك قبل التحدث معهم وحاول ان يكون التواصل سطحيا .
بصفتك شخصا متعاطفا ، فإن رغبتك الطبيعية هي مساعدة الاخريين ، حتي لو كانوا لا يريدون ذلك ، من خلال قناة التعاطف هذه ، فإنك تفتح نفقا لتمرير الطاقة بينكم ، في كل مرة تقوم فيها بذلك تسمح لهذا الشخص أن يستغل طاقتك دون ان تدرك ذلك ، يعني هذا انك ستكون مرهقا اكثر مما ينبغي ، تعد الحاجة إلي إصلاح الاخرين احد الاشياء التي تخلق نفقا لتسريب طاقتك وتحمل عبء مشاعر لا تخصك ومحاولة معالجتها بدون وعي ، عندما تتبني الموقف القائل بأن كل إنسان مسؤول عن غسعاد نفسه ، وأي شخص يمر بمشكلة تكون ذلك له خبرة وتعلم ، فلن تشعر بالحاجة إلي إصلاح حياته بالنيابة عنه ، بل ستكون مستعدا لمساعدته عندما يكون هو مستعدا لحل مشكلته أولا.
كل متعاطف يحتاج إلي وقت بمفرده من أجل إعادة شحن طاقته ، هذا لا يتعارض مع الواجبات الأسرية أو أي التزمات أخري ، عندما تكون بفردك ،فإنك سوف تتمكن من تفريغ الطاقة السلبية التي امتصصتها علي مدار اليوم ، ومن ثم يكون لديك قدرة أكبر علي منح الحب للأخرين .
يساعد الاستعداد المسبق في تجنب الحمل الزائد غير المتوقع للعواطف ، من خلال تدوين ما يثير ميولك للتعاطف المفرط ووضع خطة لكل منها ، يعد امتلاك مهارة إدارة الوقت أمرا مفيد هنا لانه يمكنك من التخطيط لوقتك حول احتياجات التعاطف الخاصة بك مما يجنبك الإرهاق في معظم المواقف ، سيوفر تلقائيا مزيد من الوقت للرعاية الذاتية .