تعد معرفة الذات هذه أداة قوية يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على جوانب مختلفة من الحياة ، حيث يعد الوعي الذاتي جانباً أساسياً من جوانب النمو والتطور الشخصي، ويشير إلى القدرة على التعرف على الأفكار والمشاعر والسلوكيات وفهمها ومن خلال الوعي الذاتي، يكتسب الشخص نظرة ثاقبة حول نقاط القوة وونقاط الضعف لديه ويحاول استثمار نقاط القوة ويحسن نقاط الضعف، في هذا المقال سوف نتعرف علي اهم الخطوات العملية التي تساعدك لتصل إلي الوعي الذاتي .
ما هو الوعي الذاتي؟
هو عملية مستمرة تتضمن مراقبة الذات وتقييمها وفهمها، ويشمل الوعي الذاتي مراقبتك لكلّ من؛ ضغوطاتك النفسية، وأفكارك، ومشاعرك، واعتقاداتك، وهو جانب مهم من الجوانب النفسية لديك، إذ يعد آلية محددة تؤثر بشدة على تطور شخصيتك.هو الإدراك والفهم العميق لذاتنا في اغلب الجوانب، حيث يكون الشخص واعي بأفكاره ومشاعره وتجاربه الداخلية، وعي الشخص بمشاعره وردود أفعاله العاطفية، وبسلوكه وكيف يؤثر على الآخرين، وعي الشخص بقيمه ومعتقداته وما يهمّه في الحياة. وعي الشخص بقدراته ومهاراته، ونقاط ضعفه وعيوبه، وعي الشخص بدوافعه وأهدافه في الحياة.
فوائد الوعي الذاتي:
تحسين العلاقات: يساعد الوعي الذاتي على فهم مشاعرنا واحتياجاتنا بشكل أفضل، مما يسمح لنا بالتواصل مع الآخرين بشكل أكثر فعالية.اتخاذ القرار بشكل أفضل: يساعدنا الوعي الذاتي على فهم قيمنا وأهدافنا، مما يسمح لنا باتخاذ قرارات تتوافق مع ما هو مهم بالنسبة لنا.
التغلب على التحديات: يساعدنا الوعي الذاتي على فهم نقاط قوتنا ونقاط ضعفنا، مما يسمح لنا بتطوير مهاراتنا والتغلب على العقبات.
العيش حياة أكثر سعادة: يساعدنا الوعي الذاتي على فهم أنفسنا بشكل أفضل، مما يسمح لنا بالعيش حياة أكثر انسجامًا مع قيمنا وأهدافنا.
5 خطوات عملية تساعدك لتطوير وعيك:
- التأمل:
ممارسة ذهنية تهدف إلى تركيز الانتباه على الحاضر، وتصفية الذهن من الأفكار السلبية، وتعزيز الشعور بالهدوء والسكينة ويساعدنا التأمل علي مراقبة افكارك وشاعرك واتصالك بذاتك الحقيقية ، فعند الوصول الي درجعة عالية من المراقبة نستطيع ان نصل إلي الوعي.نبدأ تمرين التأمل ؛ أن نجلس بهدوء وراحة وأن نثبُت بهذه الوضعية ثم نقوم بالتركيز على اللحظة الحاضرة بمساعدة التنفُّس، والإنصات إلى الأصوات حولنا، وإدراك أحاسيسنا الجسدية. سنكون عندها في حالة تُتيح لنا مراقبةَ حركيةِ أفكارنا. وهكذا، في الوقت الذي يكون فيه موضوع اهتمامنا أمرًا آخر، كالتركيز على تنفُّسنا، سنُلاحِظ في لحظةٍ من اللحظات أننا ابتَعدْنا. كان التنفُّس موضوع تمريننا، وفجأةً بدأنا «نُفكِّر بشيءٍ آخر». لقد تتبَّعْنا، دون أن ننتبه، فكرةً عبَرَت ذهننا. ولم نُلاحِظ ذلك إلا بعد حدوثه.
مع الممارسة المُتواصِلة، سنستطيع تحديد الأفكار التي ستبدأ بإعطائنا أوامر حين نُحاوِل تجنُّبها. وهكذا بينما نقوم، أثناء تمرين الوعي الكامل، بالتركيز على حضورنا، على تنفُّسنا، أو على الأصوات حولنا، فجأةً تأتي فكرة مُلِحَّة: «توقَّف الآن، افتح عينَيك، قُم بهذا أو ذلك الأمر، إنه أكثر أهمية …» وإذا حاولنا المقاومة، ستُلِحُّ علينا أفكارنا: «قُم بذلك «الآن» وإلا ستنسى!» سنظنُّ أن ذلك هو ما نريده فعلًا وما نحتاجه فورًا في هذه اللحظة. لكنني لا أعتقد أن تكون تلك هي الحالة فعلًا. الدليل على ذلك هو أنَّنا حين نُقرِّر ألا نُطيع فورًا وبشكلٍ آلي هذه الأوامرَ المُتنكِّرة على شكل رغبات، أو تطفُّلات، أو ضرورات، سنُدرِك غالبًا أنها أمورٌ لا تمتلك هذه الأهمية فعلًا وأنَّنا نستطيع تجنُّبها.
من الأمثلة على هذه الأوامر التي يريد عقلك اشغالك بها هي: «قُم بحكِّ أنفك.» «افتح عينَيك لترى كم الساعة الآن.» «يجب أن تُسجِّل أن عليك مهاتفة أخيك.» إننا نستطيع عدم إطاعتها أو تأجيلها. لكن كي ننجح علينا أولًا أن نُدرِك أن هذه التطفُّلات ليست سوى أفكار.
- التحرر من الافكار:
في حالة الوعي الكامل، نستطيع أن نُقرِّر بأنفسنا إنْ كنَّا سنتَّبِع أفكارنا (إذا أردنا ذلك) أو سنختار أمرًا آخر، أفكارنا ليست هي المشكلة، وإنما المشكلة هي ألا نكون مُدرِكين لبعثرة وهياج الذهن، وخاصةً هذا الخلط بين الأفكار والحقيقة، وهذا الاستعداد لاعتبار «كل» الأفكار مهمة. وليست المشكلة أيضًا في محتوى الأفكار، أو حركيِّتها بقدر ما هي علاقتنا بها. يجب عدم محاولة منعها أو طردها، ولكن أيضًا يجب عدم اتِّباعها، أو الخضوع لها أو إطاعتها. علينا أن نستقبلها ونُراقِبها في إطار إدراك أوسع (من هنا، أهمية الرسُو والثبات في اللحظة الحاضرة باستخدام النفَس، والجسد والأصوات). وبكل بساطة علينا التوقُّف عن تغذِيَتها.يعني أن نفهم أنَّ أفكارنا ليست سوى أحد عناصر الإدراك وليس الإدراك كاملًا؛ وألا نعتمد كُليًّا على أفكارنا، دون أن نرفضها في نفس الوقت؛ ببساطةٍ علينا أن نُنشئ علاقة مختلفة معها. وهكذا فإنَّ هناك فرقًا بين القول: «إنني أعيش حياة حزينة.» و«إنني بصدد التفكير أن حياتي حزينة.» حين نعتبر أفكارَنا ظواهرَ ذهنية، سنرى بشكلٍ أفضل أنه يسكنها كثيرٌ من الأحكام القِيَميَّة، والأفكار التلقائية، والانفعالات، التي لسْنا بالضرورة مُوافِقين عليها. إن هذه التجربة، الغريبة قليلًا، الخاصة بالافتراق عن حركية العملية الذهنية، وهذا الجهد للاستعانة بالعقل ذاته كي لا نقع في مصيدته، هي بالضبط ما يقترحه الوعي الكامل. إنه يُعلِّمنا كيف نُنشِئ مساحة تفكير خاصة بنا كي نصقل خبرتنا بوصفنا مُراقِبين خارجيِّين. إنه يُساعِد على الانتباه إلى الفرق بين الضجة المُحيطة بنا في سهرةٍ مسائية، وبين الحديث الذي نقوم به والذي يهمُّنا؛ أو اختيار الخروج وترك هذه الضجَّة والاستماع لهمسات الليل.
- المراقبة الذاتية:
عليك أن تراقب المنظومة الرباعية لديك والمتمثِّلة في أفكارك، وقيمك، ومعتقداتك، ومشاعرك،فالمشاعر السلبية ناقوس الخطر الذي يحذِّرنا من وجود خطأٍ ما في المنظومة ،ففي حال مراقبتك لمشاعرك وكتابة المواقف التي تحزنك والتي تسعدك، ثمَّ تحليل الأسباب الكامنة وراء المشاعر التي لها علاقة بأفكارك ومعتقداتك وقيمك؛ ستتمكَّن من تطوير درجة وعيك.على سبيل المثال: إن أخبرك شخصٌ ما أنَّه التحق بدورةٍ تدريبيةٍ هامَّةٍ في اختصاصٍ معيَّنٍ يتقاطع مع اهتماماتك، وشعرت عند سماعك الخبر بالضيق النفسي؛ فعليك أن تُحلِّل أسباب هذا الشعور، فقد يتَّضح أنَّ قيمة العلم لديك غير مشبعة، وأنَّ معتقداتك مغلوطة، مثل "يحتاج العلم والالتحاق بالدورات التدريبية إلى المال الكثير، وأنا لا أملكه"؛حيث سيدفعك هذا التحليل إلى التساؤل عن مدى صحة معتقداتك وأفكارك ومن ثمَّ يُحفِّزك على التغيير وخلق أفكار ومعتقداتٍ جديدةٍ إيجابية،مثل: "هناك طرائق كثيرةٌ أحصل من خلالها على المعلومة، ولا تتطلَّب المال الكثير، مثل: الكتب، والإنترنت، والدورات التدريبية.
- التحرر من المشاعر السلبية:
كما ستُلاحظ أن المشاعر السلبية لها علامات تتضح عليكِ ظاهريًّا، ويكون لها تأثير وأثر انفعاليٌّ، فقد يُصاحبها تعب بدنيٌّ، على سبيل المثال صداع، أو ربما تسارع ضربات القلب أو غيرها من الأعراض السلبية على جسدكِ، أو إرهاق ذهني، فتتبَّع هذه الإشاراتِ والعلامات وكون واعي لحدوثها، كما أن حدة المشاعر السلبية تزداد مع شعوركِ بالضغوط والأزمات التي تُقابِلُكِ في حياتكِ.بعدها تأتي الخطوة الثانية،مرحلة الاكتشاف ومعرفة الأسباب المسببة لهذا الشعور، فاسأل نفسكِ في حوار هادئ: ماذا حدث وترتَّب عليه هذا الشعور السلبيُّ؟
لماذا أنا غاضب؟ (إذا كان شعورك الغضب).حاول استرجاع وتذكُّر الموقف كلِّه بتفاصيله وأحداثه التي بعدها اعتراكِ هذا الشعور وتملَّكَكِ.
المواجهة والاعتراف، أو مرحلة القَبول؛ بمعنى إدراك ووعي وتقبُّل أنك تُعاني من مشاعرَ سلبية، وذكِّر نفسكِ أن هذا أمرٌ طبيعيٌّ يحدث لكل البشر، خُذ القرار بأن مشاعركِ حقُّكِ، ولكن مسؤوليتكِ إيجاد طريقة للتعامُل معها بما يُحقِّق لكِ السيطرة عليها، والتحرُّر من أضرارها وتوابعها.
عدم
كبت مشاعركِ فإذا شعرتِ أنكِ تريد البكاء فابكي، لا تَكْبِت مشاعركِ داخلكِ، دعها تتنفَّس
وتخرج، فهذا ليس ضعفًا، هذا ما تحتاج إليه وهو التعبير عمَّا شعرتِ به ،إن الكتابة تعد من الوسائل الفعَّالة، فتبدء بكتابة كل ما بداخلكِ وتفريغه على صفحات الورق،طريقة الإفصاح عن المشاعر والتعبير عنها بكلمات واضحة بهدف ترجمتها بصورة مرئية أكثر ظهورًا،اعطي وقت لنفسك للاسترخاء والتأمل والتركيز علي الشعور وعدم الهروب منه.