يلعب الكثير من البشر دور الضحية تجاه بعض الأمور في حياتهم أو اتجاه واقعهم بالأكمل ، كل حسب درجة وعيه وهناك من يلعب هذا الدور بدون أن يعي أنه يتبني عقلية الضحية ، ويعتبر نفسه غير مسئول عن حياته،وتعني مَيل الشخص لرؤية نفسه بوصفه ضحيّة على الدوام وكأنّها صفة مُلازمة للشخصية، بل تصير هُويّة، إذ لا يستطيع تعريف نفسه للآخرين إلّا من خلال حديثه عن الظلم الواقع عليه وتعرضه للصعوبات والاخفاقات في هذا المقال سوف نتعرف علي كيف يؤثر وعي الضحية علي حياتك ؟وطرق مهمة للتخلص منه.
ما هو وعي الضحية ؟
وعي الضحية هو الشعور بالعجز عن الوصول إلي المكانة التي نطمح إليها أو نشعر اننا ضحايا طفولتنا او ضحايا اشخاص اخرين ودائما نقارن أنفسنا بالاخرين ، ونظن بشكل عام ان وضعنا هو الاسوء ، فبالنسبة للأخرين يبدو أن الكثير من الامور تسير في صالحهم وعلي الجانب الاخر بالنسبة إلينا نحن الضحايا ، فنري انفسنا تعساء الحظ واننا موجودون في الوقت الخاطئ وفي المكان الخاطئ ونحتبس داخل "تفكير الضحية".
ثلاث أشكال لوعي الضحية
- يؤمن بأعتقاد أننا مسئولون عن الاخرين وعن المواقف بدرجة ليست من مصلحته ، وتكون المبالغة في تولي المسئولية نابعة من الرغبة في بسط السيطرة ، يؤمن بعض الناس بحق بأنهم مسئولون عن مساعدة شخص ما وخاصة اذا كان قريب ، ويؤمن بعض الناس بأنهم مسئولون عن سعادة شخص ما ،فيشعورا بأن من مسئوليتهم أن يعيدوا تصحيح الأوضاع وربما يكون هذا سبب اكتئابهم وتتولد المبالغة في تولي المسئولية من الحاجة إلي التحكم في كل شي، ، فمحاولتنا عيش حياة الاخرين فخ نقع فيه ، حيث نظن إننا نساعد ونقع في دائرة الاكتئاب من خلال الانخراط في حياة الاخرين ومحاولين "إصلاحهم وإنقاذهم " فنحن نتوقع احتياجات الاخرين ثم نغضب عندما لا يفعلون ما نريد منهم ان يفعلوا ودائما يرددوا "أنت لا تساعدني عندما احتاج مساعدتك ، او دائما ما اساعدك وانت لا تشكرني ابدا".
- نري انفسنا ضحايا المجتمع لأننا عاجزون عن الوصول إلي المكانة التي نطمح إليها ، اوضحايا اصدقانا لانهم هجرونا ، وطفولتنا بسبب الاسلوب الذي ربانا والدنا به ، وضحايا سلوك الاخرين في علاقتنا بهم،أو ضحايا عملنا لتعرضنا لمعاملة سيئة.
- نؤمن بحق بأن الاخرين مسئولون عنا : وهو الاعتقاد الذي يترسخ عادة في مرحلة الطفولة ، وقد نصبح أسري ظننا انه لابد من أن يشعر الاخرون بالاسف اتجاهنا أو محاولة انقاذنا، ونبدأ بغير وعي منا في لعب دور طفولي عاجز ، لا ترغب الضحية الكامنة سراً في داخلنا في أن تتغير لأن دور الضحية مريح ، فهو ما نعرفه وعندما يخبرنا احد بمدي قوتنا او ذكائنا او قوتنا نعجز عن تقبل كلامهم كما نعجز عن تصديق أنهم يقولون الحقيقة ، ونعتقد أنهم يقولون هذه الأشياء رياء منهم من اجل ان نقدم إليهم مساعدة او خدمة.
علامات تدل علي وعي الضحية
- الشعور بالمسئولية اتجاه خيارات ومشاعر الأخرين
- افتراض معرفته بما يفكر فيه الأخرين
- المقاومة العالية اتجاه التغير وغير مستعد لصرف الوقت والجهد لتعلم شيء جديد
- يقوم بإعطاء النصيحة بينما لم يطلبها الأخرين
- عدم نسب نجاح الأمور إلي نفسه او امكانياته
- لوم الأخرين عندما يتعرض لمشكلة أو لإخفاق في حياته
- الموافقة علي شيء بينما يرفضه في قرارة نفسه
اضرار وعي الضحية : تعرف عليهم
- هذا النوع من التفكير يجعلنا نؤمن بحق بأن الاخرين مسئولون عنا ، وهذا الاعتقاد مترسخ منذ الطفولة فنصبح أسري ظننا أنه لابد من ان الاخرون يشعرون بالاسف تجاهنا أو انقاذنا.
- محاولة كسب تعاطف الاخرين علي حساب انفسنا ، ومحاولة عمل اي شي لكسب التعاطف بدون التفكير في تقديم التعاطف لانفسنا او محاولة فهمها.
- التعطيل عن تحقيق اهدافنا ، اعتقادا منا بان الظروف لا تسمح بان نحقق اهدفنا ، وعدم وجود اشخاص تقدم لنا المساعدة .
- تجعلنا اكثر كسلا وتخاذلا
- كل محاولة تقدمها يكون من منطلق محاولة اثبات هذا المعتقد
- يمنعنا تفكير الضحية من التغير لان دور الضحية مريح
طرق التخلص من وعي الضحية
يكمن الرفق والعاطفة في صميم الاعتناء بنفسك، ولا أحد يحتاج إليهما أكثر منا نحن ، يعتبر الاستماع إلي الطفل الموجود في داخلك وأخذ احتياجاتك علي محمل الجد هو العاطفة في أفضل صورها ، قد يكون كل ما انت محتاج إليه هو مكانا أمنا للاختباء فيه ،لذلك فان الاستلقاء في الفراش لف الغطاء حولك واحتساء مشروب ساخن هو الرفق في ابهي صوره .
إن وضع حدود شخصية واضحة هو مفتاح ان تكون علاقاتنا أساسها الاحترام المتبادل ،كلما وضعنا حدود وازداد شعورنا باحترام الذات ويمكن ان تكون الحدود صارمة ولكنها في الوقت نفسه يجب ان تتسم باللين ،فنحن لا نريد أن ننفر الاخرين منا ولكننا نحتاج غلي ان نضع حدودا للسلوك المقبول مع من حولنا .
جلد الذات شعور سلبي وهدام، وهو حالة مرضية تظهر في أوقات الهزائم والإحباطات، لذا احذر توبيخ الذات بشكل مستمر وغير صحي، حاول التعلم من اخطائك بدل جلد الذات.