ماهو عيش اللحظة الحالية "هنا والأن"؟
عيش اللحظة الحالية أو الحضور هنا والأن هي بكل بساطة أن نعي في لحظة ما كل ما هو موجود حولنا؛ َّ المكان والأشياء والأصوات، أن ندعها تتشّربنا لنصير جزءًا منها، أو ليصير كل ما حولنا جزءًا من وجودنا ، إنها أيضا وفي الوقت نفسه أن نعي كل ما يحدث داخلنا ، تنفسنا ونبض ُّقلوبنا ،وتوتر عضلاتنا ، ووضعية جسدنا ، وأن نعي أيضا نهر أفكارنا ومشاعرنا الذي لا يكف عن الجريان والتبدّل ،كل ذلك في لحظة دون أن نحاول تغييره أو الرد عليه. ويُمكننا مع الممارسة، أن نعيشه في لحظات كثيرة من يومنا.أن نعيش اللحظة الحالية يعني أن نُعطي اهتمامًا مُنتظِمًا وهادئًا للَّحظة الحاضرة، قد تُغيِّر هذه الحالة من طبيعة علاقتنا مع العالم بشكلٍ جذري، وتُخفِّف من معاناتنا وتزيد من ابتهاجنا إن حالة الوعي الكامل هي أحد أشكال التأمُّل التي يُمكِن أن نتعلم مُمارستها بسهولة وسرعة، لكن الوصول إلى التمكُّن الكامل يتطلَّب سنوات من التمرين (مثل أي نشاط مُهم نقوم به في حياتنا اليومية).
6 خطوات لعيش اللحظة الحالية "هنا والأن"
- أن نشعُر أكثر من أن نُفكِّر؛ الحضور في اللحظة الحالية
تمرين
قم بملاحظة محيطك وكل ماهو حولك ماذا عن الأرضية أو السقف - ما هي الأنماط التي يمكنك رؤيتها هناك؟كم عدد النوافذ الموجودة على يسارك ويمينك؟
كم عدد الأضواء يمكنك الاعتماد من هنا؟
عندما تتوقف عن النظر إلى محيطك وتأخذ كل شيء من حولك ، يصبح من الأسهل أن تعيش في اللحظة الحالية.
- التنفس
يأخذ التنفُّس مكانًا أساسيٍّا في بدء ممارسة التأمُّل. إنه الوسيلة الأكثر فعالية كي نُركِّز على اللحظة الحاضرة (أو أن نُدرِك أننا لا نستطيع التركيز). ولهذا فإن النصائح الأكثر بساطة وفعالية التي يُمكِن إعطاؤها للمُبتدئين هي أن يأخذوا قليلًا من الوقت أكثرَ من مرةٍ في اليوم كي يُراقِبوا تنفُّسهم؛ أن يتنفَّسوا فقط لمدة دقيقتَين أو ثلاث،تأتي أهمية التنفُّس أيضًا، من كوننا نستطيع التحكم به بشكلٍ نِسبي ولكن ملموس، بتسريعه أو إبطائه. لكننا لا نستطيع القيام بنفس عملية التحكم بالوظائف اللاإرادية الأخرى لجسدنا، حيث إنه من الصعب علينا تغيير سرعة حركات القلب، أو ضغط الدم، كما أنه وبنفس الدرجة من الصعوبة نستطيع تسريع أو إبطاء حركات الجهاز الهضمي. إن لتمارين التنفُّس أيضًا أهمية؛ كونَها تمتلك تأثيرًا على شعورنا العاطفي.
تمرين
سيساعدك أخذ الوقت للجلوس وممارسة تمرين التنفس العميق على تركيز عقلك على المهمة التي تقوم بها ،يساعد التنفس البطيء والمنظم على منع الشعور بالذعر أو أي أفكار سلبية أخرى من السيطرة مع السماح بمزيد من التحكم أثناء النشاط الذي تقوم به حاليًا طريقة واحدة سريعة وسهلة للتجربة هي تقنية التنفس7- 4-8، اخذ الشهيق في 7 ثواني ببطئ ، وكتم النفس 4 ثواني وخروج الهواء في الزفير في 8 ثواني ، كرار التمرين علي فترات في يومك وسوف تشعر بالفرق.- التأمل
في عالم التأمل يصر المعلمون علي أهمية الجلسة ، فوضعية الجلسة تسهل خلق الحالة التأملية ،نجلس بطريقة مريحة مع الظهر المستقيم يكفي أن نكون جالسين بكل بساطة ونحافظ علي الظهر مستقيما والاكتاف مفرودة والأقدام مستوية والأيدي ممدودة علي الأفخاذ ، ويمكن أن نغمض العين كليا أو جزئياً إلا أن بعضهم يفضل أن يتأمل مفتوح العينين ، ينبغي تثبيت الانتباه علي التنفس ونتنفس بعمق ونكون حاضرين في العالم وواعين لما نستشعره من تنفس وجسد وأصوات وأفكار وعواطف وكل المشاعر التي تأتي وتذهب ، وعندما يتشتت فكرنا بالافكار نرجع مره اخري بالتركيز علي حركة التنفس، يفضل تكون مدة التأمل 5 دقائق في البداية .
- أن نتواصل مع اجسادنا
يُعَدُّ الوعي باللحظة الحالية من الممارسات التأملية التي ترتكز على تجربة الاهتمام بأحاسيس الجسد نستطيع التركيز على جسدنا بأعطائه الانتباهَ والاهتمام ولا يعني ذلك أن( نُفكِّر ) بجسدنا، ونحكم على ما يحدُث داخله، ونُصِرَّ على استرخائه أو التركيز على آلامه. وإنما، بكل بساطة، أن نتواصل معه، بإدخاله في إطار وعْيِنا واهتمامنا. هذا يعني أن يكون في مجال إدراكنا، دون البحث عن تغيير أيِّ شيءٍ فيه، على الأقل في البداية ،يُوصينا الوعي الكامل بأن نقوم بزياراتٍ ودية لجسدنا، وذلك بالتواصل مع ما يُقدِّمه لنا من أحاسيس، والقيام بتفقُّده، باستعراض أجزائه بلُطف، قبل أن نخلد إلى النوم، عند الاستيقاظ، وفي وقت الراحة. علينا أن نُراقِب ما يحدث، وكالعادة، دون البحث عن حلٍّ أو محاولةِ تسكينِ ألمٍ ما. فقط علينا مراقبته. وسيكون لذلك، بوصفه بداية، فائدة كبيرة، وهي أن نُعطي جسدنا مكانًا داخل إدراكنا.تمرين
تأمل الجسد. استلق على ظهرك وساقاك ممدودتان وذراعاك بجانبك وكفّا يديك مقلوبان لأعلى. ركز انتباهك ببطء وتأنٍ على كل جزء من جسدك بالترتيب، من أصابع قدميك إلى رأسك أو من رأسك إلى أصابع قدميك. كن يقظًا لكل إحساس أو شعور أو فكرة عن كل جزء من جسمك.التأمل في وضعية الجلوس. اجلس بوضعية مريحة بحيث يكون ظهرك مشدودًا، وقدماك منبسطتان على الأرض ويداك في حجرك. تنفس من أنفك، ركز على حركة أنفاسك وهي تدخل وتخرج من جسدك. إذا تشتت انتباهك بشعور جسدي أو فكرة، سجل تلك الملاحظة ثم تابع التركيز على تنفسك.
التأمل أثناء المشي. ابحث عن مكان هادئ يمكنك المشي فيه مسافة من 3 إلى 6 أمتار، وامشِ ببطء. ركز على المشي في حد ذاته، وتأمل في إحساس الوقوف والحركات البسيطة التي تساعدك على الحفاظ على توازنك. عندما تصل لنهاية الممر، استدر وتابع المشي مع الحفاظ على تركيزك على كل حواسك.
- مراقبة الافكار
سنُحاوِل في حالة الوعي باللحظة الحالية أن نمتنع عن محاولة الهرَب من أفكارنا أو السعي لإيقافها. وسنختار مُراقبتها، وكأنَّنا نقوم بخطوة جانبًا؛ أن نُفكِّر ونُراقِب أنفسنا ونحن نُفكِّر،نُراقِب أنفسنا ونحن نُفكِّر.
تمرين
أن نجلس بهدوء وراحة وأن نثبُت بهذه الوضعية ثم نقوم بالتركيز على اللحظة الحاضرة بمساعدة التنفُّس، والإنصات إلى الأصوات حولنا، وإدراك أحاسيسنا الجسدية. سنكون عندها في حالة تُتيح لنا مراقبةَ حركة أفكارنا. وهكذا، في الوقت الذي يكون فيه موضوع اهتمامنا أمرًا آخر، كالتركيز على تنفُّسنا، سنُلاحِظ في لحظةٍ من اللحظات أننا ابتَعدْنا. كان التنفُّس موضوع تمريننا، لقد تتبَّعْنا، دون أن ننتبه، فكرةً عبَرَت ذهننا. ولم نُلاحِظ .« نُفكِّر بشيءٍ آخر » وفجأةً بدأنا ذلك إلا بعد حدوثه، مع الممارسة المُتواصِلة، سنستطيع تحديد الأفكار التي ستبدأ بإعطائنا أوامر حين نُحاوِل تجنُّبها. وهكذا بينما نقوم، أثناء تمرين الوعي الكامل، بالتركيز على حضورنا، على توقَّف الآن، افتح عينَيك، قُم بهذا » : تنفُّسنا، أو على الأصوات حولنا، فجأةً تأتي فكرة مُلِحَّة قُم بذلك » : وإذا حاولنا المقاومة، ستُلِحُّ علينا أفكارنا «… أو ذلك الأمر، إنه أكثر أهمية سنظنُّ أن ذلك هو ما نريده فعلًا وما نحتاجه فورًا في هذه اللحظة. «! وإلا ستنسى « الآن » لكنني لا أعتقد أن تكون تلك هي الحالة فعلًا. الدليل على ذلك هو أنَّنا حين نُقرِّر ألا نُطيع فورًا وبشكلٍ آلي هذه الأوامرَ المُتنكِّرة على شكل رغبات، أو تطفُّلات، أوضرورات، سنُدرِك غالبًا أنها أمورٌ لا تمتلك هذه الأهمية فعلًا وأنَّنا نستطيع تجنُّبها.