الاكتئاب هو اضطراب يستنزف حياتك ويؤثر على طريقة تفكيرك وشعورك وتصرفك. يمكن أن يجعلك تشعر بالحزن وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كنت تستمتع بها من قبل، يمكن أن يكون الاكتئاب أيضًا شديدًا ويجعل من الصعب عليك أداء الأنشطة اليومية، وقد يكون السبب ناتجًا عن عدة عوامل مختلفة، مثل الهرمونات والجينات، ولكن لا يقتصر الاكتئاب علي تلك الأمور فقط بل يمكن أيضًا لعادات الشخص اليومية أن تسبب له الاكتئاب، في هذا المقال سوف نعرض أهم العادات اليومية التي تسبب
الاكتئاب .
7 عادات يومية تسبب لك الاكتئاب
- عدم التعبير عن الانفعالات بشكل صحي
تشير كلمة de-pressed بالإنجليزية ، أي مكتئب ، إلي شيء يتم كبته ، وعلي المنوال نفسه، فإننا نكتئب نتيجة كبت انفعالاتنا، ولا نسمح لها بالظهور، ولا نطلق لها العنان ونشعر بمجموعة من الانفعالات طوال الوقت ولعل طريقة تناولنا لهذه الانفعالات هي التي تحدد مستوى صحتنا الانفعالية، فإذا شعرنا بالغضب ولم ننفس عن هذه المشاعر بطريقة صحية، فإما أننا سوف نسيء التعبير عنها بطريقة قد تضرنا أو أننا سنتجاهل هذه المشاعر وكذلك إذا شعرنا بالحزن ولم نطلق العنان لهذه المشاعر لتنفرج ،فسنحبس دموعنا إلى أن "نكبتها" أيضًا، حيث أن الكبت هو تجنب المشاعر أو تجاهلها لأنك غير متأكد من كيفية التعامل معها، وقد يكون مفيدًا على المدى القصير، ولكن مع مرور الوقت تصبح أعراض الكبت النفسي ضارّة ومؤذية على صحتك الجسدية أو النفسية، تجنب المواجهة مع الاشخاص ؛ لأنك تجد نفسك مذنبًا، أو لأنك لا ترغب في خسارة الآخرين، الغضب من أبسط وأصغر الأمور ومن الممكن أن تجعلك تنفجر غضبًا، مثل أن تنسى شيئًا قبل الخروج من المنزل، أو أن ينسكب فنجان القهوة، ربما تلاحظ أن أغلب المقربين منك يجدون أنك شخصًا منغلقًا على نفسك، وأنك تحمي نفسك بشكل مبالغ به؛ وعلى الرغم من أنها قد تكون مجرد صفة في شخصيتك، ولكن قد تكون طريقتك في حماية قلبك ومشاعرك من التعرض للأذى. ولذلك تلجأ للانغلاق على نفسك ومشاعرك، وعدم السماح لأي شخص آخر في كسر هذا الحاجز، وكل ذلك يكون سبب الاكتئاب.
المبالغة في التفكير يجعلنا نشعر
بالاكتئاب ، لكن ما المبالغة في التفكير ؟يعبر اصطلاح آخر عن المفهوم نفسه، وهو الاجترار ،ويعني الرغبة في استحضار الأحداث مرارًا وتكرارًا، كأسطوانة معطلة تستمر في تكرار المقطع نفسه، ويتمثل في إعادة التفكير في مشكلة ما، أو أخطاء في الماضي "بطريقة غير سوية " وقد اكتشفت الأبحاث أن هذه العادة تجعلنا نركز على الأحداث السلبية التي مررنا بها في الماضي ونفسر المواقف في حياتنا الحالية على نحو أكثر سلبية ، ومن ثم يستحوذ علينا التفكير في مشكلاتنا، حتى إننا نعجز عن تجاوز الأفكار السلبية.
وإننا نمر جميعا بعثرات في حياتنا، والطريقة التي نواجهها بها تعلمناها في الصغر ، فعندما تسير حياتنا علي ما يرام ، فإننا لا نتساءل عن الطريقة التي مرت بها الأمور علي النحو الإيجابي ، ولكن عندما نمر بمحنة نبدأ نتسائل ، إذا لم يكن لدينا إحساس فطري بتقبل تقلبات الحياة وتجاهلنا بشكل افتراضي استجابتنا الطبيعية ، قد نقع بسهولة في حالة من
الاكتئاب .
الاكتئاب غير مقبول اجتماعيا ومؤلم ، لذلك نسلك نحن طرقا
عدة لمحاولة تجنب الإصابة به ونحاول الهرب منه عن
طريق أن " نمضي قدمًا" في حياتنا؛ وهو ما يعرف بالاستمرار على الرغم من
كوننا "ضعفاءالقوى"؛ حيث نحاول إرغام أنفسنا على المضي على الرغم من
أننا لا نملك
الطاقة الكافية لذلك. ولأننا نعجز عن إبداء
انفعالاتنا، يكون علينا استخدام الدعائم لمساعدتنا على الاستمرار والمضي؛ فنلجأ
إلى "تخدير" مشاعرنا بطرق مدمرة عدة، منها تناول الأطعمة الغنية بالسكر
أو الدهون، أو ادمان الكحول و السجائر أو إدمان العمل، أو إدمان التسوق، أو
الدخول في علاقات
محرمة ، أو إدمان ممارسة التمرينات الرياضية، أو تعاطي المخدرات أوأي شي أخر
من شأنه مساعدتنا علي المضي في حياتنا بدرجة ما ومن السهل من خلال هذه الأشياء
إخفاء انفعالاتنا، وإذا فعلنا هذا مدة طويلة بالقدر
الكافي، فسيصبح الاكتئاب أمرًا "طبيعيا".
- الانعزال وقضاء وقتًا طويلًا بمفردك
رغم أن قضاء
الشخص وقتًا بمفرده لديه فوائد على الصحة العقلية ويحل مشاكله بشكل أفضل، فإن
«سوزان هيتلر»، طبيبة نفسية تحذر من قضاء الشخص وقتًا طويلًا بمفرده، ما يمكن أن
يعكس تلك الآثار الجيدة وبالفعل يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، حيث أن العزلة يمكن
أن تؤدي إلى انخفاض مستوى الدوبامين، وهو ناقل عصبي يلعب دورًا في الشعور بالسعادة
والرضا، يمكن أن يؤدي انخفاض مستوى الدوبامين إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، حيث ان
الانعزال يؤدي إلي الشعور بالحزن
وفقدان الاهتمام: يمكن أن يؤدي الانعزال إلى جعل الأشخاص المصابين بالاكتئاب
يفقدون الاهتمام بالأشياء التي كانوا يستمتعون بها في السابق، ومشاكل النوم يمكن أن
يؤدي الانعزال إلى مشاكل في النوم عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب، مثل الأرق أو
فرط النوم ، الأفكار الانتحارية: يمكن أن يؤدي الانعزال إلى زيادة خطر الإصابة
بالأفكار الانتحارية عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب.
إنفاق الكثير من الوقت مع الأشخاص السلبيين والتشاؤميين يكون مرهقا عقليا وعاطفيا قد يعرضك هذا التوتر إلي زيادة خطر الاصابة
بالاكتئاب ،حيث أن الأشخاص السلبيين غالبًا ما يركزون على الجوانب السلبية للحياة، يمكن أن يؤدي هذا التركيز على السلبية إلى تشويه نظرتك للعالم، مما قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة
بالاكتئاب. بالإضافة إلي تعليقات الأصدقاء أو المدير السلبية بالعمل أو الحاسمة لديها تأثير سلبي على الشخص ويمكن بالفعل أن تزيد من فرصة شعوره
بالاكتئاب، لأن التواجد مع شخص يرسل طاقات سلبية يجعل الشخص يشعر بالحزن و
الاكتئاب، فبدلًا من ذلك يُنصح بتكوين علاقات إيجابية، ما يمكن أن يساعد الشخص على رؤية الحياة بعين أكثر إيجابية، وبالتالي خفض فرصة الإصابة بالاكتئاب.
يؤدي تناول نظام غذائي غير صحي إلى انخفاض مستويات الطاقة والشعور
بالاكتئاب، يمكن أن يكون عادات الأكل غير الصحية علامة محتملة على
الاكتئاب، والتي غالبًا ما يتم تجاهلها، حيث أن تناول الطعام غير الصحي يمكن أن يؤدي إلى نقص العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم لتنظيم الحالة المزاجية على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي نقص فيتامين د إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب ،بالإضافة إلي أن
الاكتئاب يجعل الشخص يأكل أكثر من اللازم أو أقل من اللازم، في حين أن الإفراط في تناول الطعام يصبح وسيلة للشخص المصاب
بالاكتئاب للتعامل مع وضعه، فإن العكس تمامًا أي عدم تناول الطعام على الإطلاق يمكن أن يحدث عندما يؤثر
الاكتئاب على شهيته ويجعل تناول الطعام مهمة صعبة.
- عدم تخصيص وقت للممارسة الهوايات
تلعب الهوايات دورًا مهمًا في الصحة العقلية والنفسية ، وقد يكون من الصعب العثور على الدافع للقيام بالأشياء التي تستمتع بها عادةً لكن تجنب هذه الأنشطة، يمكن أن يجعل اكتئابك أسوأ في بعض الأحيان، قد تضطر إلى إجبار نفسك على القيام بشيء تعرف أنك تحبه أو جرب شيئًا جديدًا يمكن أن تساعد الهوايات في تعزيز الشعور بالهدف والإنجاز، وتساعد ك علي الانخراط في الهوايات في إبقاء عقلك مشغولاً وتحسين مزاجك العام ويمكن أن توفر أيضًا وسيلة للتواصل مع الآخرين والشعور بالانتماء، عدم ممارسة الهوايات تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب بعدة طرق وهي أن الهوايات يمكن أن توفر وسيلة للهروب من التوتر والضغوط اليومية، عندما لا تمارس الهوايات، يمكن أن تتراكم هذه التوترات، بالإضافة إلي أنها يمكن أن توفر وسيلة للتعبير عن الذات والإبداع.