ما هو فقدان الشغف ؟
الشغف هو شعور بالحماس الشديد ،هو المحرك الداخلي لنا هو الذي يعطينا الرغبة والقدرة على مواجهة الحياة والإحساس بمتعة الأشياء التي نقوم بها وأنه ميل قوي نحو نشاط ما بذاته يستثمر فيه الإنسان وقته وجهده إيمانا منه بأهمية هذا النشاط ، هو الدافع الذي يملأك طاقة وحماس ويدفعك للعمل والإنجاز مع اليقين بالنجاح والوصول إلى الهدف، وقد يكون هذا الشغف بهواية معينة مثل الرسم أوممارسة رياضة معينة ،ويأتي وقت علي الإنسان يفقد فيه هذه الطاقة ويفقد القدرة علي الاستمتاع وتسمي هذه الحالة بفقدان الشغف.فقدان الشغف هومرحلة صعبة تشعر بأنك مرهق ومتعب وبأنك غير قادر على إكمال الطريق والعمل على تحقيق حلمك ،وتشعر بحالة من الفتور والملل وعدم القدرة على إعادة الحماس والاندفاع نحو الهدف وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تشكل مصدر سعادة لك هذا الإحساس يمر به كل شخص مرة على الأقل في حياته وتسمى في علم النفس نقصان الدافعية.
علامات فقدان الشغف
- الشعور بالملل : الملل هو شعور يتيح لك معرفة أنك تفعل شيئا لا يمتعك عقليا ولا يمنحك إحساسا بالرضا والتحدي، وعادة يمكن أن يخبرك الملل بأمرين ،أولا أنك لست حاضرا أو مستمتعا تماما في النشاط الذي تمارسه، وثانيا أن النشاط لا يحمل معنى أو أهمية بالنسبة لك.
- قلّة الحماس: قد تشعر بفتور في حماسك أو ضعف في دوافعك تجاه ممارسة أو الوصول إلى الأهداف التي كانت تثير اهتمامك، وتجد صعوبة في الاهتمام بالفرص أو التجارب الجديدة.
- الشعور بالكسل والتبلد : هو شعور الانسان بالخمول والعجز والرغبة الزائدة في النوم والنوم لفترات طويلة جدا وعند الاستيقاظ يشعر الفرد بالتعب .
- الرغبة في الانعزال : عدم القدرة علي التواصل مع الاخرين والانسحاب من الأنشطة الاجتماعيّة وتفضل البقاء بمفردك عن التجمع العائلي او التجمع مع الأصدقاء.
- عدم التركيز : تشتت وتزاحم تفكيرك يجعلك مشتت الإنتباه وغير قادر علي التركيز في الأشياء المهمة التي يجب عليك فعلها أثناء يومك ،وغير قادر علي التفكير بوضوح، أو التركيز على مهمة معينة أو الحفاظ على انتباهك لفترة زمنية طويلة وهذا يؤثر علي أداؤك في العمل أو في الدراسة.
- التسويف : تؤجّل المهام أو وتأدية الهويات التي كانت تشعرك قبل ذلك بالسّعادة، أو تشعر بأنك تجاهد للانتهاء منها، ولا تستطيع أداء واجباتك.
أسباب فقدان الشغف
- التواجد في بيئة غير داعمة : التواجد في بيئة بها الكثير من المشاكل يخلق التوتر المزمن والشعور العام بعدم الرضا ويؤدي إلى الشعور بالخزي والذنب والاكتئاب، ويجعل من الصعب عليك تحقيق أهدافك أو متابعة شغفك او الشعور بالحماسة لتحقيق اهدافك ، وتسعي جاهدا لإيجاد إحساس بالهدف أو المعنى الكامن في بعض الأنشطة التي تقوم بها ولكن لا تستطيع.
- الإرهاق والاستنزاف العاطفي : وهي حالة من فقدان الطاقة تجاه القيام بأي عمل نتيجة للضغط العصبي الذي يتعرض له الفرد بشكل مستمر، مما يعوقه عن مواصلة العطاء وآداء المهام التي كان يقوم بها سابقًا ، ويكون بسبب التعرض للضغط، والإجهاد المستمر على المستوى الشخصي أو المهني، الشعور الدائم بالأرق والإرهاق مما يؤدي إلي اللامبالاة وفقدان الشغف تجاه ممارسة أي شيء والإبداع فيها، وممارسة حياتك الطبيعية، وتبلد المشاعر تجاه علاقاتك العاطفية، وشرود الذهن وقلة التركيز.
- الشعور بعدم التقدير : الشعور بعدم التقدير سواء عدم التقدير المالي او عدم التقدير من الاخرين (التقدير المعنوي)، فعدم تقدير الاخرين لما تقدمه يجعلك تشعر بمشاعر سلبية مثل عدم الشعور بأنك شخص مرغوب أو محبوب ، والشعور بالرفض والكثير من مشاعر الأذى والالم ، وأن ما تقدمه من عمل لا قيمة له بالإضافة إلي قلة التقدير المادي إن تقاضي راتب منخفض سبب طبيعي جدًا لفقدان الشغف خاصة مع استمرار الأمر لفترة طويلة.
- ملازمة الأشخاص السلبيين وفقدان شخص داعم : الأفكار والسلوكيات السلبية معدية، تنتشر من شخص إلى آخر وتخلق تأثيرًا مضاعفًا للسلبية، تجعل من الصعب المضي قدمًا ، فالأفكار السلبية هي تلك الأفكار المقيدة أو المتشائمة أو الانهزامية وكونك محاطًا بالطاقة السلبية يمكن أن يجعل من الصعب الحفاظ على نظرة إيجابية للحياة، ومتابعة أهدافك وتطلعاتك ومعرفة شغفك ، والحفاظ على علاقات صحية، فعندما تقضي وقتًا مع أشخاص سلبيين أو سامين، قد تبدأ في تبني مواقفهم ومعتقداتهم السلبية، والتي يمكن أن تؤثر على صحتك العقلية والنفسية ، يمكن أن تؤدي ذلك إلى زيادة التوتر والقلق والشعور العام بالسلبية.
5 خطوات تساعدك للتخلص من فقدان الشغف
- ابتعد عن السلبيّة: في بيئة عمل أو أسرة أو الأصدقاء ضع حدود للتعامل مع الأشخاص السلبيين ، ربما كان السبب وراء فقدانك لشغفك هو رد الفعل والتجاوب السلبي من الاخرين ، وربما انعكس ذلك على نفسيتك فأصبحت تتبنى هذه الأفكار وحاول النظر إلى اهتماماتك من منظور جديد ، أحِط نفسك بأشخاص مُحفزين، يمنحونك الدعم الذي تحتاجه، فالأشخاص السلبيين أحد أسباب فقدان الشغف، البيئة المُحيطة إما أن تكون داعم ومُعين، وإما أن تكون هادم ومُحبط، ابحث عن الإيجابيين دائما.
- مارس التعاطف مع ذاتك: لا تكون شخص قاسي مع نفسك واعلم أن النقد المستمر واللوم وجلد الذات ليس منه نتيجة إلا فقدان الشغف والدافع، سامح نفسك عند الخطأ، وقدم لها الدعم عند الفشل وقدم الحب للنفس خاصة في الحالات الشعور بالسلبية، تعامل مع نفسك وكأنما هي الصديق القوي الذي يستطيع التعافي من الانتكاسات بشكل ذاتي وحتى لا تنتظر أن تكون الدوافع خارجية وحتى لا تشعر بالإحباط في حال عدم توافق الواقع مع ما لديك من توقع ، وكلما كنت متعاطف مع ذاتك كلما زاد لديك تقدير الذات .
- التركيز علي اللحظة الحالية: فأن التفكير في الماضي يجعلك في حالة من الضيق والحزن المستمر فتقبل الماضي وتذكر أنه مضي ولا تجعله يؤثر علي حياتك فقط تقبل الماضي ، ولا تفكر في المستقبل لانه يجعلك تشعر بالقلق والتوتر الدائم ولكن تعلم التركيز علي اللحظة الحالية من خلال ممارسات التأمل وكيفية ملاحظة أو الاستماع إلى جسدك وعقلك.
- كسر الروتين وممارسة الرياضة: يمكن استعادة شغفك من خلال كسر الروتين اليومي الممل، حاول القيام بأشياء جديدة ،أو ممارسة الرياضة حيث تساعد في استعادة النشاط الجسدي والصفاء الذهني وخاصة اليوغا وتمارين التنفس العميق فهي تخلص من الطاقة السلبية وتعيد الحماس والشغف لحياتك ، وتعيد لك نشاطك وطاقتك لاستئناف رحلتك نحو أهدافك.
- اطلب الدّعم: في حال استعصى عليك الأمر بمفردك،أو افتقرت إلى العزيمة، شارك ذلك مع أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة أو متخصص وتحدث معهم عن مشاعرك وتجاربك، وقد يكونون قادرين على تقديم رؤى ونصائح وموارد تكون بمثابة الخطوة الأولى في طريقك لاستعادة شغفك.