تؤثر العلاقات السامة على صحة الأفراد بقدر ما تؤثر الأوبئة على الصحة العامة ،
ونصادف في كثير من الأحيان العلاقة السامة في حياتنا وأحيانا نضطر لمسايرتها
والتعايش معها لفترة من الزمن ، حيث ان العلاقات السامة تكون عادة مصحوبة بانتقادات
وتجاهل يؤذي المشاعر أو الأفكار الخاصة بالفرد، وقد لا تخلو من أسلوب تطفلي بشكل
غير لائق أو التعامل بأسلوب تفضيلي سلبي عن الآخرين في المحيط، تبدأ العلامات عندما
يشعرك الأخر بأن كل ما تفعله لا يكفي ، وهذا ما نسميه في علم النفس العلامة الحمراء
red flag.
ماهي العلاقة السامة
العلاقة السامة هي تلك التي ينتهي بك الأمر فيها إلى المعاناة أو الشعور
بالتعاسة، مما يجعلك تشعر بالقلق والاكتئاب وتفقد ثقتك بنفسك تدريجياً ويحدث ذلك
عندما تتعرض للإساءة العاطفية أو الجسدية.
علامات تحذيرية العلاقات السامة
عدم تلبية احتياجاتك النفسية الأساسية
وأهمها الشعور بالأمان والقبول والتقدير وتبادل الاهتمامات والنشاطات
والأحلام ، العلاقة الصحية تعني الشراكة في كل صغيرة وكبيرة في الحياة والمصالح
وليس هناك مصلحة في الاستمرار في العلاقات السامة لأنها تدمر الاستقرار وتفقد
المرء الشعور بالأمان .
دائما يحاول تقليل العلاقات من حولك
يحاول دائما تقليل علاقتك بالمقابل يكون له كثير من العلاقات حتي يتمكن من
السيطرة عليك ، فهو يحاول بكل الطرق الممكنة ان يفرق بينك وبين أحبتك وأهلك
وأصدقائك ، ويعزلك عن مصادر دعمك حتي تصبح وحيدا بجواره ،هناك مظهر فريد للشخص
السام الذي يمتلك هذه الخصلة وهي أنه يريدك أن تكون بجانبه طوال الوقت ولا يسمح
لك أن تكون بمفردك أبدا ويراقبك باستمرار ويؤول نواياك ويشكك فيها ، المطلوب
منك في هذه الحالة ومتى اكتشفت هذه التصرفات أن تنهي هذه العلاقة لأنك إن قطعت
مثل هذه العلاقة ستكون مثل الناجي الوحيد من حادث تحطم طائرة
تدمير الثقة بالنفس
يحاول الشخص السام إطلاق التصريحات الانتقادية بشكل منتظم ويهدف من خلال هذه
التصريحات إلى إحباط العزيمة وتثبيط الهمم. تجنب سماع تعابير سلبية مثل: هناك
ما هو أحلى من هذا ،أنا لا أحب ذلك، وهذه الأنواع من التعليقات تجرد الإنسان من
احترامه لذاته
ويبدأ الشعور بالتراجع والسوء حيال نفسه ويبدأ الإنسان بالشك في
قضاياه واهتماماته وأفعاله.
عدم تحمل المسؤولية
العلاقة السامة تتميز بعدم تحمل الشخص السام المسؤولية ويتهرب من أي واجب أو
خطأ أو أدنى الواجبات، قد يلومك على حقيقة أنه يؤذي مشاعرك فقط كنوع من الإساءة
العاطفية، وفي حال كان في حياتنا مثل هذه الشخصية أو كنا ملزمين أن نعيش معها
فإن الأمر يسير في اتجاهين: ننظر في كيفية تأثير الشخص السام علينا ، ولكننا
نحتاج أيضًا إلى النظر في كيفية تأثيرنا على هذا الشخص و إذا كنت تنقلب وتثور
باستمرار على الشخص السام ، فهذا يعني أنك الشخص الذي يغذي السمية.
النقد الدائم
شخص ينتقدك دائما تحت ستار الإرشاد والتوجيه والتقويم والنصيحة، مدعيا أنه
يحاول تقديم المساعدة فقط وهذا لا يتعلق بمساعدتك لمجرد المساعدة ، بل يتعلق
الأمر بالتحكم بك كليا ، السلوك المسيطر موجود عادة في العلاقة السامة. لا تخلط
بين التلاعب بالمشاعر أو الميول للسيطرة وبين كونك "لطيفًا" أو "مفيدًا".
يحب التلاعب
في العلاقات الصحية تتعلم أن تثق في أن الشريك سيظهر عندما يقول إنه
سيتابع موضوعا ما ، ويتابع فعلا ما يقول أنه سيتابعه، ولكن في العلاقات السامة
ليس هناك أدنى التزام معك و قد لا تعرف حتى متى ستراه مرة أخرى، وعندما تسأله
عن سبب غيابه يتنصل معتذراً بالانشغال وضيق الوقت، و يتم التلاعب عن قصد ، كأن
يمتنع الشريك عن التحدث إليك إذا لم تنفذ له طلبا، أو أن يضغط على مخاوفك تجاه
مظهرك بأنه يقول لا أحد سيحبك بهذا المظهر سواه، أنت تعتقد أنه يدعمك أو يحبك
بوجه خاص، لكنه في الحقيقة هو يتلاعب بك.
لا يتذكر المواعيد والذكريات والأحداث التي تخصك
إذا تكرر النسيان أو التجاهل هذا مرة أو مرتين فلا يعني ذلك بالضرورة أن الأمر
غير صحي ، لأننا جميعا نمر في حالة انحسار في العواطف والاهتمامات والحياة
سلسلة من مواقف المد والجزر و وهي ليست ثابتة ، لذا يجب أن نكون منفتحين على
ذلك. ولكن إذا كان الشريك ينسى بشكل روتيني تفاصيل حياتك واهتماماتك أو يطلب
منك باستمرار تقديم الخدمات له ولا يتذكر أنك تشعر بالإرهاق ، فهذه علامة على
شيء سام.
تبحث دائماً عن الأعذار لسلوكه السيء
نقول جميع التبريرات والأعذار للمؤذي لتبرير أفعاله تجاهنا ، و تحاول دائمًا
ترشيد تصرفات الشريك والبحث عن تبرير منطقي لسلوكه العاطفي أو الاجتماعي أو
الاقتصادي أو الإنساني ، فنري أن الإيذاء كان يحدث لكونه لا يثق في الناس
بسهولة ، أو قد مر بتجربة صعبة أو انه كان ضحية أسرة مفككة لذلك لم يعرف العطاء
، وكل تلك المبررات حتي تستمر في العلاقة مع الشخص المؤذي.
يلوم الاخرين علي مشاكله
إذا كان الشريك لوام يقوم دائمًا بلوم شخص آخر على عدم سير الأمور بشكل
جيد - سواء كان ذلك الشخص أنت أو رئيسه المباشر أو أمه أواي شخص يتعامل معه ،
مثل مشكلات الأبناء تصبح دوماً في نظره نتاجاً لتقصير الأم في تربيتهم في الوقت
الذي يبذل هو فيه كل الجهود لتلبية احتياجاتهم المادية ، فقد يكون ذلك علامة
كبيرة على السلوك السام، العلاقة الصحية تعني امتلاك المشاعر النبيلة والعمل من
خلالها على تذليل الصعاب وليس توجيه أصابع الاتهام للآخرين .
اللوم الذاتي
بدلا من لوم المؤذي يتم لوم الذات مثل انا لم اكن الشريكة المثالية له .. كانت
أفعاله تنتج من تقصيري تجاهه، كانت احتياجاته أكبر من أن تشبعها امرأة واحدة
فلم أتمكن من مواكبة احتياجاته ، تطلعاتي وأحلامي أقل كثيراً من تطلعاته لذا
لديه دائماً حق.